الشخصية الفكرية .. 2

 

تكوين الشخصية الفكرية :

الهدف العام من اللقاء:

  تكوين الشخصية الفكرية المتزنة.

 

محاور اللقاء:

  1. لتوظيف الصحيح لأدوات المعرفة والادراك

2-التوجيه السليم للسلوك يتطلب رعاية واهتمام

3-تغذية الفكر.

بوابة الدخول:

جعل الحق تبارك وتعالى لهذا العقل بوابة لدخول كل ما يعرض عليه الا وهي السمع والبصر:

س/ لماذا اختص الله هذه الأعضاء من دون البقية؟

لشرفها وفضلها فهي الأدوات الأساسية في بناء وتكوين فكر العبد، وتحصيل المعلومات , بل هي بوابة كل علم و هما أهمُّ مصادر المعلومات التي ستُخزَّن في العقل أي هما بوَّابة دخول المعلومات، والعقل أو المخ هو الذي يقوم بتخزينها، ومن ثَمَّ معالجتها وتوظيفها فيما يريد العبد؛ لتَخرج على شكل مخرجات معيَّنة ومحدَّدة .

 

س/لماذا تكرر ذكر هذه النعمة في سور القران (المؤمنون , النحل , الملك , السجدة ) ؟

للاهتمام بتلك الحواس، وأنها إذا استثمرت بما أعطانا الله من علل لوجودها ستقودنا إلى مرضاة الله، فعلى الإنسان أن يُحسن استخدام هذه الأدوات.

س/ وكيف يكون ذلك؟

بأن يعرض كل ما يراه ويسمعه ويفكر فيه على كتاب الله وسنة نبيه e حتى لا يكون كمن عطل هذه الأدوات فلم يستفد منها كما قال تعالى :

ولئك الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ على قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ. وأولئك هُمُ الْغَافِلُونَ) النحل/108

ردت هذه الآية الكريمة على الكافرين الذين أعرضوا عن قبول الحق، وارتدوا على أعقابهم ولم يستعملوا سمعهم وبصرهم وسائر حواسهم في الاستفادة مما حولهم من الكون فحكم عليهم بالخسارة بعد أن طبع الله عليها.

إذن لابد للعبد من التسليم لشرع الله والانقياد له فلا يغتر بما حباه من قوى عقلية ويرجع أمور الشرع لقناعاته.

   البناء الفكري:

البناء الفكري يُقسم لجزأين: بناء وفكر؛ البناء هو التكوين والإنشاء والابتكار، أمّا الفكر فهو ناتج تفاعُل الإنسان مع العالم الخارجي وخلاصة الاستنتاجات والخبرات الخاصّة السابقة؛ فعند دمج المفهومين مع بعضهما البعض نجد أنّ البناء الفكري هو تكوين نتاج التّجارب والخبرات والتفاعل مع المحيط الخارجي والاحتفاظ به في الذاكرة وتطبيقه على بعض المواقف التي يُواجهها الإنسان في حياته اليومية. لا شكّ أنّ الإنسان في مرحلة عمريّة معيّنة يجب عليه أن يستقلّ بفكرٍ مُعيّن واعٍ وبنّاء، محدّدًا اتجاهاته وأهدافه.

 الفردية القائمة على بناء قاعدة من القناعات هائلة التعدد وهذا يعني أن تلك القناعات الفردية للبشر شُكلت بناء على مخزون من الخبرات القوية الماضية سواء السلبية أو الإيجابية.

فلابد من تغذية هذا الفكر

  1. سيموت الأنسان أن لم يأكل خلال بضعة عشر يومًا .
  2. أو إذا لم يشرب الماء خلال ثلاثة أيام .
  3. أو إذا لم يتنفَّس خلال دقائق .

أي: أن الإنسان يمكن أن يموت فكريًّا 0000إن لم يقوم بتغذية فكره .

والآن لنسأل الأسئلة التالية:

س -ما مدى أهمية تغذية الفكر؟

وبطريقة أخرى: ماذا لو لم تتم تغذية الفكر؟

س -أيهما أهم: التغذية الجسدية أم التغذية الفكرية؟

ولذا كان من الأهمية بمكان أن تَطرح على نفسك السؤال التالي:

س -كيف أستطيع تغذية فكري؟

وإذا كان الفكر هو جُهدًا ذهنيًّا يقوم به الدماغ نتيجة لمؤثِّرٍ ما، فإن تغذية الفكر تكون بركنين أساسيين، هما:

 

1-الركن الأول التزود بالمعلومات:

إن الأساس في أي عملية هو المعلومات التي لديك عن هذه العملية، وكلما كانت المعلوماتُ أكثرَ وأوفر، كانت رؤيتُك أوسعَ وأشمل، وقرارُك أقربَ للصواب، ومعالجتُك أحسنَ في النتائج، والعكس صحيح

ولعل هذا أحد الأسرار - والله أعلم - في وجود الكم الكبير من النصوص الشرعية التي تَحُث على طلب العلم، وترغِّب فيه، فالعبد لا بد له من عِلم ومعلومات من أجل عبادة صحيحة، ومن الملاحظ في حياتنا اليومية أن الإنسان صاحبَ العلم الكثير يَصعُب إضلاله؛ كما جاء في الحديث عن النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم -: (لفقيهٌ واحدٌ أشدُّ على الشَّيطان من ألف عابدٍ)

ومما يجب التنويه به أنه ليس المطلوب هو جمْعَ معلومات بأي شكل ومن أي مصدر؛ وإنما المقصود هي المعلومات التي تنطبِق عليها الشروط التالية:

معلومات صحيحة :  ولها من الأدلة ما يُثبت ذلك، وإياك والاغترارَ بالكثرة؛ فليس كل كثرة دليلَ صحة، اقرأ هذه الآية: ﴿ وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [الأنعام: 116]، ولما كانت صحة المعلومة ينبني عليها موقف أو سلوكيات؛ فقد حذَّر نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم - من اتِّباع الظن أبلَغَ تحذير، فقال: (إياكم والظن؛ فإن الظن أكذبُ الحديث)، وانظر ماذا حصل مع إبليس؛ فقد قال مبرِّرًا رفْضه السجود لآدم - عليه السلام -: ﴿ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ﴾ [الأعراف: 12]، فقد بنى أنه خيرٌ من آدم - عليه السلام - على معلومة، وهي أن النار خير من الطين، فمن قال ذلك؟ وما دليل هذه الخيرية؟ وكم في حياتنا من مواقفَ وقراراتٍ نعمَلها بِناء على ما وصَلنا من معلومات، ثم نندم بعد أن يتَّضح لنا أن المعلومة غير صحيحة أو ليست بالصورة التي وصلتنا!

 

 

♦ مناسبة : فليس كل معلومة مناسِبةً لكل فرد وفي كل زمان وفي كل مكان؛ فما يُناسب الصغير لا يناسب الكبير، والعالم غير الجاهل، وما يَصِح أن يُقال الآن، قد لا يصح بعد زمن، اسمع قول علي - رضي الله عنه -: "حَدِّثوا الناس، بما يعرفون أتُحِبُّون أنْ يُكذَّب الله ورسولُه" ، فهذا يُعالج قضية النظر إلى المستمِع أو المتلقي، ومعيار آخر، وهو خطورة المعلومة، وعدم مناسبتها لظرف معيَّن، ومعيار آخر، وهو نتائج انتشار هذه المعلومة، 

، والعاقل هو الذي ينظر في حاله، ويعرف زمانه، فيأخذ من العلم ما يناسبه، ويتدرَّج بالمعلومات بحسب ما يوافِقه، هذا ليس خاصًّا بالعلم الشرعي فقط، بل في عموم العلم، فأهل التربية متَّفِقون على ضرورة مراعاة حال المتعلِّم ومدى مناسبة المعلومة له؛ لذا فإن بناء المناهج يكون متسلسلاً ومتدرِّجًا بحسب المتعلِّم، ولا يُعطى المتعلم فوق مستواه، واقرأ معي هذه الآية: ﴿ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ﴾ [آل عمران: 79]، إن من معاني الربانيين: أنهم يُربُّون الناس بصِغار العِلم قبل كِباره.

 

 أما الركن الثاني في تغذية الفكر :

♦ معالجة المعلومات: وتلك قضية مهمة وحيوية، ويَتفاوت فيها الناس كثيرًا، وعلى العبد السعي في تكوين المهارات الفكرية لديه؛ ليستطيع تغذية فكره بصورة صحيحة 0

وظائف نظام معالجة المعلومات :

استقبال المعلومات الخارجية او ما يسمى بالمدخلات الحسية وتحويلها الى تمثيلات معينة لتمكن النظام من معالجتها لاحقا وتسمى هذه مرحلة الاستقبال والترميز

اتخاذ بعض القرارات حول مدى أهمية بعض المعلومات ومدى الحاجة اليها بحيث يتم معالجتها وتحويلها الى تمثيلات عقلية معينة يتم تخزينها في الذاكرة مرحلة التخزين

     نشاط رقم 2

قال تعالى : (يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  ) هكذا يبين الله شيئاً من قدرته في النبات ، فالماء واحد ولكن الناتج منه يختلف اختلافاً كبيرا ، وهكذا – والله أعلم – الفكر ، فالحياة واحدة والمواقف واحدة والمعلومات واحدة وغالباً متاحة للجميع ، ولكن الاختلاف بين البشر في معالجة هذه المعلومات والتعامل معها يختلف اختلافاً كلياً ، حتى أنك قد لا تجد شخصين يتفقان في تفسير موقف واحد أو التعبير عن قضية واحدة وإن كانا عاشا في الظروف نفسها .

إن هذه القضية تقودنا إلى أمر مهم بل في غاية الأهمية، وهو:

س-ما المهارات التي يتعامل معها العقل البشري في معالجته للمعلومات والمواقف؟

س -وهل يمكن اكتساب تلك المهارات وتطويرها؟

س-هل بإمكاننا توجيه تلك المهارات للخروج بالنتائج المطلوبة؟

أي أننا نتحدث " مهارات التفكير " ذلك العلم القديم الجديد، فهو وإن انتشر في الحديث ولكنه قديم قِدم البشرية، وإليه اشار القرآن الكريم ومارسه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في حياته، بل ودرّب اصحابه عليه، ولما كانت " مهارات التفكير " كثيرة ومتنوعة، فقد صنف فيها الكثير من الغرب والشرق، ولكلٍ طريقته ...... 

   تم بحمد الله تعالى والى لقاء اخر بإذن الله تعالى من الشخصية الفكرية ..

  لقاءتا سيكون ( مهارات التفكير ) انتظرونا.

 

 

 

 

 

 

مشاركة:

المشاركات : 3

  • هنادي محمد احمد شعلان

    شكرا لك وسلمت اناملك استاذةهدى💜 بالانتظار دائما..

  • رنيم عبدالرحيم محمود عبدالله

    كلام جميل بارك الله فيكي استاذه 🌷

  • ايمان علي احمد عواجي

    شكرا ابله كلام جميل بارك الله فيك على الموضوع الرائع

اكتب مشاركتك

سجل دخولك وضع مشاركتك تسجيل دخول
loader