انطلقي بهوية (الجز الأول).
انطلقي بهوية
س: إذا ذهبت إلى أي جهة حكوميه ماذا يطلب منك لإثبات شخصيتك ؟
س: إذا أردت التسجيل في المدرسة إلى ماذا تحتاجين ؟
س: إذا أردت السفر إلى خارج المملكة ما لذي يطلب منك في المطار؟
البطاقة الشخصية ـ أو بطاقة الهوية التي فيها من هو هذا الشخص ، فنعرف مثلاً أنه مسلم يعمل كذا مولود في كذا يعيش في بلدة كذا . مع العلم أن هذه البطاقة الشخصية تحتوي فقط على بعض البيانات المحددة ، أما مجال هويتك فمجالها أوسع !!؟؟
وهذه الهوية إن لم تحصلي عليها ستواجهك عقبات عديدة تمنعك من الإنطلاق والعيش مع من حولك فقبل أن تنطلقي للبحث عن هويتك أقول لك انتظري ..! فإذا خرجت وانطلقت بحماس من دون هوية واضحة وراسخة وناضجة ،فستتعثرين أمام أول حجرة تصادفك ،ولن تجدي نفسك مع من حولك ، فعندئذ أقول لكِ : لا تفتحي الباب وابقي فيه إلى حين نهاية قراءة المقال !
أولًاً: عند رغبتنا للخروج نقف أمام المرآة وننظر إلى أنفسنا ، وإلى هيئتنا ، فهل أنت جاهزة للخروج بالفعل ؟
أنظري للمرآة اليوم بطريقة مختلفة وأعمق من المرات السابقة وحاوري نفسك .
من أنا ؟ ماذا أريد ؟
وهل توجد قيم حقيقية في حياتي ؟
هل لهذه القيمة تأثير في حياتي أو مجرد كلمات تردد لكن في الحقيقة ليس لها أثر ؟
تعريف الهوية :
هي حقيقة الشيء أو حقيقة الشخص التي تميزه عن غيره ، تعبر عن ما يحمله من أفكار و قناعات وقيم وعقائد ينتج عنها سلوك وتصرفات ، فالهوية هي المفهوم الذي يكونه الفرد عن فكره وسلوكه الذين يصدران عنه من حيث مرجعهما الاعتقادي والاجتماعي ، و بهذه الهوية يتميز الفرد ويكون له طابعه الخاص .
الهوية الثقافية: كيانٌ يسير ويتطور، وليست بمثابة مُعطى جاهز ونهائي؛ فهي تسير وتتطور إما نحو الانكماش أو الانتشار، وهي تغتني بتجارب أهلها ومعاناتهم؛ انتصاراتهم وتطلعاتهم؛ وأيضًا باحتكاكهم سلبًا أو إيجابًا بالهويات الثقافية الأخرى ومع ذلك فإن أهم سماتها الاستمرارية، فمثلها في ذلك كمثل الشجرة، تنمو وتزدهر، وتذبل أوراقها وتتساقط، لكنها تظل في النهاية الشجرة ذاتها.
فكما أن للإنسان هوية كذلك المجتمع والأمة لها هوية مستقلة تتميز بها عن غيرها ، وإلا تشابهت الأمم كما يتشابه السمك في الماء ، وكلما توافقت هوية الفرد مع هوية المجتمع كلما تعمق إحساسه بالانتماء لهذا المجتمع واعتزازه به وانتصاره له ، أما إذا تصادمتا فهنا تكون أزمة الهوية ,
فالهوية هي التي تقوم بتهديف سلوكنا ، فتجعلنا ذا هدف محدد في إطار هذه الهوية فتصبح سلوكيتنا ذا معنى وغاية ، و تؤثر تأثيراً بليغاً في تحديد سمات شخصيتنا وإضفاء صفة الثبات والاستقرار والوحدة على هذه الشخصية .
وفي حين أن الأجيال السابقة كانت تتعامل مع تشكيل الهوية بطريقة واقعية، فقد أصبحت الأجيال الحالية تتعامل معها بطريقة افتراضية, وبسبب التحول الرقمي في كافة ميادين الحياة تزداد الحاجة أيضا لتعزيز الهوية الرقمية ..
الهوية الرقمية :هي تلك التي نتحدث عنها في إطار المواطنة الرقمية، أي في إطار نشاط المرء على الإنترنت وتفاعلاته مع الآخرين من ذوي الهويات الرقمية أيضًا. هنا ينطلق المرء في فضاء إلكتروني متسع، يقفز فيه فوق حدود الهوية الوطنية، والثقافة المحلية، واللغة، والدين، والتاريخ، وغير ذلك من محددات هويته الأصلية، لتغدو هويته مجرد هوية افتراضية تتغير معها مشكلة الهوية شكلاً وموضوعًا.
- و تتجلى الأزمة هنا في عدة نقاط:
1. إذا كان مفهوم الهوية يعني الاستمرارية كما أسلفنا، فإن التغيرات السريعة التي تميز عصر ثورة المعلومات والتكنولوجيا قد أحدثت تآكلاً في الأسس التي اعتاد الناس على ترسيخ هوياتهم بها. على سبيل المثال، إذا كانت اللغة العربية مُحددًا ثابتًا لهوية العربي، فقد أدى الاستخدام المتنامي للحواسيب والإنترنت إلى تآكلها جزئيًا لدى الأجيال الحالية، وظهور لغة مستحدثة إلكترونيًا، غير مُحددة القواعد، وتُكتب بالحروف الأجنبية والأرقام، وإن كانت تُنطق مثل العربية تمامًا.
2. أصبح تشكيل الهوية يتم خارج نطاق محيط الأسرة والمجتمع، بعد أن كان يخضع للمراقبة والتوجيه،
3. أصبح لدينا جيلٌ جزء منه مزدوج الهوية؛
من خلال ماسبق كيف نحافظ على هويتنا الثقافية الحضارية الخاصة بنا ؟؟؟؟؟؟
المشاركات : 6
-
هنادي محمد احمد شعلان
الثقافة الحضارية هي التي تميز حضارة امة عن غيرها.. وللحفاظ عليها لابد من نشر الوعي والمعرفة بين جميع افراد المجتمع بأهمية الهوية الثقافيه وتعزيز فكرة المحافظه عليها وترسيخها.. ايضا في ظل التفاعل الرقمي والانفتاح والتفاعل مع الثقافات الاخرى لابد حماية الهوية الثقافية فمواجهة الثقافات الاخرى بالتعامل معها وليس بالتبعية لها واذابة هويتنا.. وايضالابد من دور الاسرة في الرقابة والتوجيه والنصح والارشاد وتعزيز القيم الاسلامية..
-
رد: هدى ابراهيم عثمان أهيف
تعليق اكثر من رائع ... نعم الحفاظ على الهوية بالتعامل الواعي مع اي هوايات ثقافية أخرى وعدم التبعية...وفقك الله
-
-
هنادي محمد احمد شعلان
شكرا لك استاذة هدى رائع.. 👍🏻👍🏻
-
رنيم عبدالرحيم محمود عبدالله
موضوع الهويه والمحافظه عليها في حاجه الى جهود جباره فعلى المستوى الثقافي لابد من ملأ الفراغ الحضاري الذي وصلنا اليه بتطوير معارفنا والعمل على استيعاب القديم بعقل منفتح كذلك علينا المحافظة على اللغه الناقلة لهذه الثقافة لانها الضمان الوحيد لاستمرار هذه الهويه ولابأس من الانفتاح على الاخر للاستفاده من علومه ومعارفه . فلابد من تعزيز الذات عن طريق تنمية الثقة لدى افراد المجتمع المسلم في امته وحضارتها فالامة التي لاتثق بقدراتها ولاتقدر امكاناتها الذاتية حق قدرها لايمكن الا ان تكون على الدوام ظلآ للاخرين تابعه لهم وهذا من التسول الحضاري . رنيم عبدالرحيم المتوسطه الاولى 🌹
-
رد: هدى ابراهيم عثمان أهيف
ماشاءالله عليك رنيم تعليقك رائع اسأل الله لك وللجميع الثبات .👍🏻
-
-
رنيم عبدالرحيم محمود عبدالله
آمين واياكي.. شكرا لك استاذه هدى وبارك الله في جهودكم 🌹حقا مقالاتكم رائعه
-
هنادي محمد احمد شعلان
نترقب استاذة هدى (الجزء الثاني) بشوق💜
-
رد: هدى ابراهيم عثمان أهيف
بإذن الله
-
-
رنيم عبدالرحيم محمود عبدالله
ان شاء الله في الانتظار ..شكرا لكم على هذا الابداع
